Image

تستخدم الخلايا الجذعية لعلاج الكثير من الأمراض

الخلايا الجذعية وفاعليتها في علاج العديد من الامراض

الخلايا الجذعية هي تلك الخلايا التي تتوافر لديها المقدرة على النمو والتطور إلى أنواع عديدة مختلفة ومتخصصة من الخلايا, والخلية المتخصصة هي خلية لها القدرة على تكوين نوع معين من الأنسجة، وليس لها القدرة الذاتية في إنتاج نوع مختلف من الأنسجة.

ما هي الخلايا الجذعية

أفضل الأمثلة لفهمً الخلايا الجذعية البشرية هي تلك الخلايا المتواجدة في البويضة الملقحة وهي تلك الخلية الأحادية التي يكونها اتحاد الحيوان المنوي والبويضة، وكلا من البويضة والحيوان المنوي المكون للزيجوت تحمل نصف المواد الجينية المطلوبة لتكوين إنسان، وبمجرد أن تبدأ هذه الخلية الأحادية في الانقسام يُعرف باسم الجنين ويستمر الانقسام في التضاعف، حيث يستمر التضاعف بشكل سريع حتى يتكون في النهاية الكائن الحي بأكمله. هذا الكائن الحي – المتمثل في الإنسان الجديد – هو هيكل معقد بدرجة مذهلة يحتوى على العديد والعديد من بلايين الخلايا كل منها لها وظيفته الخاصة به والمختلفة.

Image
هذه الخلايا المتخصصة التي تؤلف أجهزة الجسم تنبثق في الأصل من الزيجوت. والخلية الجذعية هي تلك الخلايا التي تتوافر لها إمكانية النمو والتطور والتحول إلى أنواع مختلفة من خلايا الجسم المطلوبة، وخلايا الزيجوت هي خلايا كاملة الفعالية أو القدرة أي أنها خلايا لها المقدرة على التطور إلى أي نوع من أنواع خلايا الجسم المتنوعة.

والعملية التي تصبح بها الخلايا الجذعية خلايا ناضجة أو متخصصة هي عملية معقدة للغاية وترتبط بتنظيم الجينات، لذا فما زالت الأبحاث تُجرى من أجل مزيد من الفهم حول معرفة ما الذي يتحكم في جعل الخلايا الجذعية خلايا متخصصة وبالغة.

 

أهمية الخلايا الجذعية

تمثل الخلايا الجذعية منطقة مثيرة في الطب،لأنها تتصل بقدرتها وإمكانيتها على إعادة بناء وتجديد ما تلف من الخلايا، بعض العلاجات الحالية مثل زرع نخاع العظام تعتمد فعلياً على استخدام الخلايا الجذعية وقدرتها على إعادة بناء الأنسجة التالفة. والعلاجات الأخرى المتصلة بزرع الخلايا الجذعية في أعضاء الجسم التي تعرضت للضمور وتوجيهها للنمو بأن تصبح خلايا متخصصة لتحول الأنسجة التالفة إلى أنسجة صحية.

أنواع الخلايا الجذعية

  • الخلايا الجذعية الجنينية
    هي خلايا تؤخذ في المراحل الأولى من تكون الجنين في الأسابيع الاولى وهي خلايا لها القدرة على أن تصبح ناضجة وتتوافر لها سمات خاصة من الشكل والوظائف في أي جزء من أجزاء الجسم.
  • الخلايا الجذعية البالغة
    تتواجد في الأجساد البشرية بأسرها في أعداد صغيرة، والخلايا الجذعية البالغة هي إحدى فئات الخلايا التي ثبتت فاعليتها على مدار 30 عاماً في زراعة نخاع العظام، وهى بخلاف الخلايا الجنينية التي تفيد أي جزء من أجزاء الجسم تكون مخصصة فعادة بناء جزء محدد بالجسم وليس بناء أي نسيج أو عضو من أعضاء الجسم، ولذا يُشار إليها بالخلايا الجذعية متعددة القدرات وهى الخلايا التي تتوافر لها القدرة على تكوين أنواع مختلفة من الخلايا ولكن من نسيج معين كالقدرة على تكوين كرات الدم الحمراء وكرات الدم البيضاء والصفائح من خلايا الدم المتعددة القدرة.
  • خلايا الدم الجذعية المحيطية
    أغلب خلايا الدم الجذعية تتواجد في نخاع العظام، لكن يوجد القليل منها في مجرى الدم لذا يمكن الحصول عليها من خلال سحب عينة الدم، وخلايا الدم الجذعية قادرة على إعطاء الدفعة من اجل نمو خلايا مختلفة تؤلف الدم والجهاز المناعي متضمنة على خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية والحويصلات الليمفاوية وخلايا الدم البيضاء أو الخلايا المحببة.
  • خلايا الدم الجذعية بالحبل السُري
    الدم في الحبل السُري يحتوى على البعض من الخلايا الجذعية والتي تتماثل جينياً مع المولود الحديث، مثل الخلايا الجذعية للبالغين توجد خلايا جذعية متعددة القدرات قادرة على أن تنمو إلى أنواع خلايا أخرى بعينها – وليس لكل أجزاء الجسم. لذا يتم الاحتفاظ بدم الحبل السُري في بنوك أو يتم تخزينها إذا احتاج الإنسان فيما بعد إلى علاج بالخلايا الجذعية لأمراض مستعصية قد يصاب بها، وهذا في حد ذاته حلاً جذرياً للمضاعفات التي تحدث للشخص بسبب رفض الجهاز المناعي لما هو غريب عنه، فهو يعد علاجاً ذاتياً من داخل جسد الشخص نفسه، ومن أكثر الأمثلة شيوعاً تلك المضاعفات التي تحدث عند زراعة أو نقل الأعضاء برفض الجسم لهذا العضو الدخيل.
  • الخلايا الجذعية المحفزة
    كانت أول محاولة لتحفيز الخلايا الجذعية البشرية في عام 2007، وهذه الخلايا كانت خلايا جذعية بالغة تم تحويلها جينياً إلى خلايا لها نفس خواص الخلايا الجذعية الجنينية. وفى الدراسات التي أُجريت على الحيوانات أوضحت أن هذه الخلايا لها سمات الخلايا الجذعية وافرة القدرة

خيارات العلاج المتاحة بالخلايا الجذعية

الاستخدام الشائع للعلاج بالخلايا الجذعية يتمثل في خلايا الدم الجذعية المشتقة من نخاع العظام أو من الدم المحيطى أو من الحبل السُري. ويعتبر العلاج بزراعة نخاع العظام من أكثر أنواع العلاج بالخلايا الجذعية انتشاراً وشيوعاً حيث تعالج الأمراض السرطانية المتصلة بالدم مثل اللوكيميا وغيرها من اضطرابات الدم أو تلك المتصلة بنخاع العظام.
مع عملية زرع النخاع، يتم تدمير خلايا الدم البيضاء ونخاع العظام الموجود باستخدام العلاج الكيميائي والإشعاعي، ثم يتم حقن المريض بعينة نخاع العظام التي تحتوى على الخلايا الجذعية المنقولة من شخص سليم تضاهى أنسجتها أنسجة المريض، تستقر الخلايا الجذعية المزروعة في نخاع عظم المريض حيث تبدأ في إنتاج خلايا الدم الصحية الجديدة.
أما خلايا الدم الجذعية بالحبل السُري وخلايا الدم الجذعية المحيطية يمكن استخدامها بدلاً من عينات نخاع العظام في عملية زرع النخاع.

من أجل أن ينجح العلاج بالخلايا الجذعية في العديد من المجالات الطبية لابد من توافر عدة عوامل، من بينها:

  • اختيار النوع الملائم من الخلايا الجذعية.
  • لابد من تماثل الخلايا الجذعية لخلايا الجسم المنقول إليها حتى لا يدمرها الجهاز المناعي.
  • تحديد الوسيلة الفعالة لتلقى جسم الإنسان للخلايا الجذعية في المكان الصحيح الذي تنمو وتنضج فيه